في أيام البرد القارس، ولحظات الاجهاد المتبوعة برغبة في قسط من الراحة، تزداد حاجة المصريين، غنيهم وفقيرهم، لطبق من شوربة العدس الساخنة المزانة ببعض من شرائح البصل المحمر. وصفة يعيش عليها المصريون في الكثير من ايامهم وتزداد رغبة البعض إليها في شهر رمضان الذي يفضل المسلمون فيه الافطار بطبق الشوربة الساخن.
تاريخ شوربة العدس مع المصريين لا يعود لأيام الجدات ونصائحهن بفوائدها، ولكنها تعود إلى حقبة الفراعنة الذين كانوا من أوائل شعوب الأرض التي تعرفت على حبوب العدس وكيفية استخدامها في طعامهم، وقيل انه كان يطلق عليها اسم «الأدس» طبقاً للغة الهيروغليفية.
ويكتسب العدس أهمية خاصة في فئة البقوليات التي عرفها الفراعنة لقيمتها الغذائية العالية. وقد ورد اسم العدس في القرآن، في قصة بني إسرائيل مع نبي الله موسى. بينما ورد في العهد القديم على أنه طعام أيام القحط والحزن والألم، في حين اعتبره الرومان من أغذية الطبقات الوضيعة جدا، يأكله الفقراء والراغبون في التقشف وترك متاع الدنيا من الطعام. وفي مصر الآن يشتهر العدس في الأحياء الشعبية باسم «لحم الفقراء» وهي تسمية يتفق عليها ويؤيدها الطباخ محمود البنا بفندق الفور سيزون مؤكداً أن الدراسات العلمية التي أجريت على حبوب العدس أثبتت أن 300 جرام من العدس تعادل في قيمتها الغذائية حوالي 500
جرام من اللحم الأحمر
كما يحتوي العدس على العديد من الفيتامينات في مقدمتها فيتامين
A وفيتامين B وفيتامين C
وهو مفيد لمرضى الكبد، لذا كان الطعام المفضل لبعض
الملوك. كما تساعد قشوره في مكافحة الإمساك ومعالجة حالات فقر الدم والأنيميا. وتزداد قيمته عند تناول بعض من شرائح البصل الأخضر معه كما يفعل فقراء مصر.